قبل أن أكتب هذه الكلمات أتمنى من الله الشفاء العاجل للكابتن مؤمن زكريا لاعب الكرة المصرية ، ولكل مريض على وجه الكرة الأرضية ، وربنا يجبر بخاطر الجميع .
الحقيقة لفت نظري ما قام به اللاعب المصري محمد صلاح لاعب نادي ليفربول الإنجليزي مع مؤمن زكريا ، وسعيه لجبر خاطره برسم الابتسامة على وجهه لتخفيف الآثار النفسية السيئة على اللاعب بعد مرضه ، وهي لفته طيبة لأبعد الحدود ، وتجمع لاعبي الفريق والاحتفال به مع كأس البطولة لأمر يستحق وقفة وله زوايا كثيرة تؤكد أن نجاح الشخصيات لا يأتي من فراغ ، ولكن الأمور الإنسانية والخيرية و جبر الخواطر جزء من نجاح هذه الشخصيات في كافة المجالات.
صورة الاحتفال مع مؤمن زكريا التي انتشرت على السوشيال ميديا لها مدلول كبير على أهمية جبر الخواطر وفضله ، و قد تكون أمور بسيطة ، ولكن فضلها كثير ومتنوع ، وكم هي ترفع وتُحسن من الحالة النفسية والمزاجية للمريض أو المجبور بخاطرة ؛ لأن جبر الخواطر ليس في التخفيف عن المريض فقط ، ولكن صوره متعددة فقد يكون في صورة جبر خاطر الأرامل واليتامى والأطفال والمساكين وهو ما جسده النبى صلى الله عليه وسلم فى سلوكه من هذه العبادة فكان يتفقد أحوال الرعية ليجبر بخاطرهم، ويخفف عليهم الأثقال والهموم، وكان يحرص على استشارة صحابته الكرام فى كثير من الأمور (والمشاورة هنا تعنى جبر الخواطر)، والنبى صلى الله عليه وسلم لا يحتاج لأن يشاور أحدًا منهم، ولكن أمره الله بالمشورة، جبرًا لخاطرهم .
ولعل الابتسامة التي كانت على وجه مؤمن زكريا وهو يشاهد احتفال لاعبي ليفربول به تبرهن ذلك ، وتؤكد أن محمد صلاح يرتكز على أمور أخرى غير أنه ( مهاري وشاطر كرويًا) ونجاحه في جبر الخواطر لم يقف عند ما فعله هو لجبر خاطر مؤمن زكريا ، ولكن قام بدور آخر وهو أن يجعل لاعبي ليفربول يقومون بنفس الدور فهذا نجاح آخر يحسب له إنسانيًا ، ورسالة لكل من يهمل هذا الدور ( جبر الخواطر) بأن ينعم بفضله وخيراته الكثيرة التي تنعكس على جابر الخاطر وتعود إليه في صور خيرية أخرى تفيده هو شخصيًا ؛ لأنه خفف عن مريض أو محتاج أو مسكين وأي شخص محتاج جبر خاطر ، وجبر الخواطر في كثير من الأحيان لا يحتاج إلى مجهود ولكن مردوده كبير فقد قال الله تعالى: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)، وقال: (وتعاونوا على البر والتقوى)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير الناس أنفعهم للناس).وجبر الخواطر من القيم الأخلاقية والإنسانية المهمة في حياتنا التى لابد أن نحرص عليها في حياتنا بكل صورها ، خاصة الاجتماعية ، وهي أفعال ليست مكلفة ، حتى وإن كانت مكلفة لكن فوائدها أهم وأكبر من تكلفتها ، وفي معظم الأحيان هي غير مكلفة سوى أنك تتجه لفعلها والمداومة عليها .
خلاصة الكلام جبر الخواطر أمر مهم ، وكم هو يخفف على الآخرين آلامهم ومعاناتهم ، وقد يتسبب في رفع معنويات الكثيرين، ويغير من مجرى حياتهم، فشكر خاص لمن يجبر الخواطر سواء نعرفه أو لا نعرفه، فمن يفعل ذلك يستحق الشكر والتقدير.. وشكرًا لمحمد صلاح ونجاحك مش من فراغ ..وألف سلامة لمؤمن زكريا الذي بعيدًا عن أنه كان لاعبًا خلوقًا وكثيرًا ما امتعنا كرويًا فهو في النهاية إنسان وجبر خاطره مطلوب فيما تعرض له بين يوم وليلة من مرض وربنا له حكمة طبعًا في هذا وألف سلامة لكل مريض.. والله يجبر بخاطر من يجبر بخواطر الناس ، إلى اللقاء .