في البداية، عاوز أشكر اللواء الدكتور محمد مندور رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة المقاولون العرب لإدارة المرافق، ورئيس لجنة العلاقات الحكومية والاتصالات الخارجية بجمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة.
الحقيقة التقيت لأول مرة بهذه الشخصية المصرية الوطنية المحترمة في ملتقي الأعمال المصري السعودي الذي نظمته غرفة القاهرة التجارية لدعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لكن الأمر الذي لفت نظري هو ثقافة هذه الشخصية وتناوله للعلاقات المصرية السعودية بطريقة منمقة تدل علي وعي كبير ودراسة في تاريخ العلاقات بينهما بشكل دقيق، والأهم تعبيرات وجهه وهو يلقي كلمته رغم أن الكلمة لم تكن مُرتب لها، وأعتقد أنه لم يضع في حسبانه أن يلقي كلمة خلال الملتقي وبالبلدي كدة ” ورطناه” في هذه الكلمة.
ولكن عندما سألت علي اللواء الدكتور محمد مندور ” عرفت” أنه تقلد مناصب رفيعة، وكان في مواقع تستحق الاحترام والتقدير، وإنه يستحق أن يكون نموذجًا أمام أعين الشباب الذي يريد أن ينجح في مواجهة التحديات؛ خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية التي تحتاج نماذج لها طبيعة خاصة من ناحية الثقافة والرقي في الأسلوب، ومعرفة كيفية الحصول علي أكبر مكاسب معنوية وثقافية ومعلوماتية واجتماعية وغيرها من الصفات التي تثقل الشخصيات العامة .
كل هذا تقريبا جعلني أُكُون فكرة حتي ولو مبدئية عن هذه الشخصية خلال كلمته القصيرة جدًا خلال الملتقي، ولكن دائمًا بنقول “الجواب بيبان من عنوانه”، وهناك مقدمات فعلا تجعلنا نُكون فكرة ولو مبدئية عن الشخصيات ونكملها فيما بعد بالمعلومات والمواقف والتعامل معها لكي نُكون فكرتنا النهائية عنها.
وهذا جعل عندي حب استطلاع في أن أسعي للتعرف علي هذه الشخصية عن قرب، وبعد انتهاء الملتقي تبادلنا الهواتف المحمولة علي أمل اللقاء فيما بعد، لأننا اتفقنا ضمنيًا علي خدمة بلدنا أولا، والسعي إلي تقديم ولو شيء بسيط يفيد مصرنا الحبيبة من خلال ماكن كل منا، وهو ما جعلنا نتواصل بعد ذلك إلى أن دعاني لتناول فنجان قهوة في مكتبه ” الذي أصبح فنجان شاي بناء علي طلبي” وقد كان بالفعل، وهنا وجد أمر آخر يستحق كل الاحترام والتقدير وكنت سعيدًا جدًا بالوجه الآخر لهذه الشخصية المحترمة الوطنية الاجتماعية، “وزي ما عاوز تقول قول علي الشخصية المصرية الجدعة” من ناحية الاستقبال والوطنية وبشاشة الوجه وحب بلده والرغبة في تقديم شيء مفيد للأجيال الجديدة.
وما زادني فخرًا بهذا الرجل هي طريقة استعراضه لبعض الأعمال التي قام بها خلال مسيرته العملية في الفترة السابقة وتنوعها، واستعراض بعض الصور التذكارية التي تدل علي مراحل عمل معينة ومهمة، فضلًا عن بعض الصور التذكارية التي حصل عليها في مراحل العمل المختلفة سواء داخل مصر أو خارجها، وما وضعه في مكتبه من ” تابلوه صور تذكارية ” تجسد جزء من مسيرة عمله خلال الفترة السابقة باختصار، وقال لي حرفيًا ” صاحب هذه الفكرة هو المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة الشركة الأسبق ” الذي عندما شاهد الصور بالشكل العادي وجه بأن يتم عمل هذا “التابلوه”.
أيضا الوجه الآخر للواء الدكتور محمد مندور وهو سماحة وجهه والحوار الشيق في الحديث معه الذي يجعلنا بالبلدي ” مستريحين في الكلام معاه وتشعر أنه يمتلك شهامة المصريين وجدعنتهم وحبهم لبلدهم والرغبة في تقديم ما يفيد بلدنا وشبابها”.
في النهاية لابد أن نشكر أي شخصية أثرتنا بعملها وفكرها وتجاربها الناجحة، وجعلتنا نستفيد منها لمواصلة الأجيال.. شكرًا اللواء الدكتور محمد مندور.. شكرًا للظروف التي تظهر لنا الإيجابيات التي في بلدنا .. مصر غنية بأبنائها المخلصين الأكفاء المثقفين في المجالات المختلفة.